سَمِعْتُ طِفْلاً تَـلاَ آيًا مِـنَ الذِّكْـرِ ** وَصَوْتُـهُ نَغْمَـةٌ
تَنْسَابُ فِي الْفِكْرِ
يُرَتِّـلُ الآيَ بِـالتَّجْوِيْـدِ مُلْتَـزِمًـا ** كَأَنَّ أَلْفَاظَـهُ صِيْغَتْ
مِنَ السِّحْرِ
سَـأَلْتُـهُ شَـرْحَ آيَـاتٍ فَبَيَّنَـهَـا ** وَقَـامَ يَشْرَحُ لِيْ مِنْ
سُوْرَةِ الْفَجْرِ
فَبَانَ مِنْ شَرْحِـهِ مَـا كَان مُنْبَهِمًـا ** وَزَادَ تَوْضِيحُـهُ فِيْ لَيْلَةِ
الْقَـدْرِ
رَعْيًا لِطِفْلٍ كَزَهْرِ الـرَّوْضِ مُبْتَسِمًـا ** وَوَجْـهُهُ مُشْرِقٌ
إِشْرَاقَـةَ الزَّهْرِ
خَرَجْتُ مِنْ مَجْلِسِيْ وَالْقَلْبُ مُنْشَرِحٌ ** بِرُؤْيَةِ الطِّفْلِ مَسْرُوْرٌ
بِمَـا يَجْرِيْ
رَمَقْـتُ آخَـرَ يَمْشِـيْ بَيْـنَ رُفْقَتِهِ ** كَأَنَّـهُ ثَعْلَبٌ فِـي
الْغِشِّ وَالْمَكْرِ
عُيُوْنُهُ مِـنْ ظَـلاَمِ الْجَهْلِ زَائِـغَـةٌ ** وَفِكْـرُهُ مُنْتَـدًى لِلَّهْوِ
وَالسُّخْرِ
طِفْلاَنِ بَيْنَهُمَـا فَـرْقٌ وَمُفْـتَـرَقٌ ** فَذَاكَ شَمْسٌ وَهَـذَا
قِمَّـةُ الْغَدْرِ
فَتُهْتُ مِمَّـا رَأَتْ عَيْنِـيْ وَأَرَّقَنِـيْ ** تَبَايُـنٌ وَهُمَـا سِيَّـانِ
فِيْ الْعُمْرِ
أَبٌ تَوَلَّى شُئُوْنَ الطِّفْـلِ مُجْتَهِـدًا ** وَمَا وَنَى عَزْمُـهُ مِـنْ
قُوَّةِ الصَّبْرِ
حَتَى ارْتَوَى طِفْلُهُ بِالْعِلْمِ فِيْ صِغَـرٍ ** وَنَـالَ مَرْتَبَـةً تَعْلُوْ
عَـلَى الْبَدْرِ
وَمَنْ تَوَانَى عَـنِ الأَطْفَالِ مُنْتَخِبًـا ** دَرْبَ التَّسَاهُلِ لايَنْجُوْ
مِـنَ الْخُسْرِ
صِغَارُهُ سَـوْءَةٌ فِي الأَرْضِ هَائِمَـةٌ ** يَنَالُـهُ شَرُّهُـمْ فِيْ
سَـالِفِ الدَّهْرِ
فَجَنِّبِ الطِّفْلَ دَاءَ الْجَهْلِ مُنْتَهِجًـا ** طَرِيْقَ أَهْلِ الْهُدَى فِي
السِّـرِّ وَالْجَهْرِ
وَأَدِّبِ الطِّفْلَ عَلِّمْهُ طَـرِيْقَ هُـدَى ** تَنَـالُ أَجْـرًا وَ نِعْمَ
الْفَوْزُ بِالأَجْرِ
[color=#000000]من تاليف الشاعر محمد بوغمران
[color:fe0e=#000000:fe0e]........