وصلت إلى سن دون الخمس سنوات بواحدة أدركت قيمة العطاء وتنبهت إلى فعل الحب الإنساني وسحره فشحذته على صوان حبي لطفل صغير جميل سكنت والدته بالقرب من منزلنا بعد أن فارق زوجها حياته وحياتها بعد أن أخرج لهذه الحياة ابنه الوحيد الذي لو ابتسم في وجه صخرة ملقاة على قارعة الطريق لتبعته بخطوات حثيثة لتسأله عن اسمه فعرفت على يديه أنني أنثى تستفزها لمسات الأصابع فتضطرب وتعلو الصرخات في داخلها البكر فأنسى نفسي وأضيع في محبة ذلك الجمال وأتعلم على يديه عادتي السرية التي لا يعلمها سوانا وهي أخذ كل ما أجده من مال لأذهب به مسرعة وأصبه بين يديه صبا ً فيهرع به هو أيضا ً إلى أمه بعدها بعدة سنوات يموت ذلك الطفل الجميل تحت عجلات سائق متهور لتساق أمه من قميص عقلها الذي خلعته إلى مستشفى العقلاء الذين لم يصدقوا ما جرى لهم فلامس عقولهم الجنون وتخرج بعد عدة سنوات لنسكنها من جديد في قلوبنا حتى سكنت أنفاسها إلى الأبد حضرت وفاتها فشاهدت طفلها الجميل يجلس بين يديها وهو يبكي عليها كما بكته في شبابها قبل ذلك ثم قام ولم ينظر إلى حبيبة الطفولة البريئة مخترقا أجسادا ً قليلة لم تشاهده أو تشعر بوجوده.
fleurita
fleurita